سلطان قبائل جبويه في الصومال ذاكر حسن خليف |
والصومال واحد من تلك الشعوب التي عايشت مع تلك المشكلة حقبة طويلة تكونت فيهم طبقات كثيرة إلى أن وصل بهم الحال إلى التزاحم في الإنتساب إلى آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وكبار الصحابة فمنهم العقيليون والحسنيون والبكريون وآل بلال ورغم أننا لا نطعن في نسب أحد إلا أنّ هذه المزاعم تحتاج إلى برهان رغم سرد البعض إلى سلسلة نسب معقولة لكن ما كلفهم في هذا هو حبهم للإسلام ثم حبهم للإستعلاء ؛ وكان في المقابل أن رموا غيرهم بأصول عبرية يهودية أو زنجية أفريقية توتسية وغير ذلك من التعصبات التعسفية .
ضيفنا سلطان ذاكر حسن خليف سلطان قبائل جبوية التي تعاني الإزدراء والتحقير في الصومال اختارته قبيلته ليكون السلطان العام الموحد لهذه العشائر المتشتة في أرجاء واسعة من القرن الأفريقي كموطن أصلي لها ؛ وللرجل تاريخ نضال في مكافح الأساطير المشاعة ضد شعبه وله جهود حثيثة في مقاومة التمييز العنصري ، وكان حوارنا مع سعادته بالشكل التالي
شرحبيل أحمد : مرحبا بك سلطان ذاكر .
سلطان ذاكر : شكرا أخي .
شرحبيل أحمد : سعادة السلطان أعطنا معلومات عن بدايات تاريخ التحقير والتهميش لقبائل جبوية .
سلطان ذاكر : الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه.
أما بعد فإن الله عز وجل قد أخبر في كتابه أن الظلم مصاحب لجنس الإنسان فقال: (إنه كان ظلوما جهولاً), وهذا وصف لكثير من البشر إلا من عصمه الله تعالى من ذلك وقليل ماهم.
فالإنسان أناني يحب التعالي على من يستطيع أن يتعالى عليه, ويميل إلى الاحتقار والازدراء بالآخرين, والتفاخر بالأحساب؛ وسبب ذلك -غالبا- هو الشعور بالاستغناء كما قال رب العزة والجلالة (كلا إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى).
ولهذا جاءت الشريعة الإسلامية لتعالج تلك الأمراض وتؤسس مبدأ {إن أكرمكم عند الله أتقاكم}, وظل رسولنا صلى الله عليه وسلم يحارب هذا المرض فأسس كيانا إسلامياً مبدؤه (المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يحقره).
وبعد هذا التلميح أود أن أقدم معلومات مهمة في هذه المقابلة مسلطا الضوء على شعب من الشعوب القاطنة على الكرة الأرضية خاصة في اماكن متفرقة من الصومال أو القرن الأفريقي والذي عانى ألونا شتى من الظلم والتحقير والتهميش بجميع صوره عبر قرون متتالية لا يعلم ما لقوا من مشاكل كثير من إخوانهم المسلمين في الوطن وخارجه من الظلم لكن خالق السموات والأرض وخالقهم يعلم ذلك وكفى بالله شهيدا .
وحتى لا أطيل واسترسل في تصوير هذا الظلم أدخل في الموضوع فأقول عن جذور المعاناة : لا أستطيع أن أحدد متى وكيف بدأت تلك المعاناة, إلا أن المحقق فيها أنها بدأت قبل قرنين تقريباً ولا أحد يعلم بالضبط في السنة التي ابتدأت لكن من الوارد أن هذه القبائل كانوا السكان الأصلي للوطن الصومالي ويُذكر أنهم كانوا مملكة تحكم الوطن فدارت بينهم وبين القبائل الصومالية الأخرى حروب انتهت بهزيمة قبائل جبوية وتقسيمهم بين القبائل الصومال الأخرى كما يظهر من وضعهم حاليا فهم يقطنون الآن في كل بقعة تسكن القومية الصومالية سواء في الجمهورية الصومالية أو إثيوبيا أو كينيا أو جيبوتي وهناك روايات أخرى إلا أن هذه هي الأقرب للصواب .
شرحبيل أحمد : خلال فترة سلطنتك ماذا قدمت لهذه القبائل ؟
سلطان ذاكر : أخي قمت لهم بمكافحة التمييز العنصري ضدهم والجهل والفقر وعدم وجودهم في موطن خاص بهم ويمكن أن تحصل معلومات إضافية في جوجل ويوتيوب باسم ( سلطان ذا كر ) ومازلنا نكافح ونجابه تلك المشاكل الكثيرة التي يعاني منها هذا الشعب المظلوم مثل :
1- الاستسلام لهذا الظلم وقبوله نفسياً.
2- الشعور بالدونية.
3- عدم التفكير بالتقدم والرقي.
4- عدم التعلم والرضى بالجهل.
5- آلام نفسية ناتجة عن السباب المتكرر الموجه نحوهم جهاراً.
6- ضعف التدين في صفوفهم.
7- انتشار الفساد اللاخلاقي فيهم.
8- الآثار النفسية المترتب من ذاك الظلم
شرحبيل أحمد : تعاني قبيلة جبوية في عدم تزويجهم وزواجهم منهم لكني رأيت شابا من القبائل الأخرى منعته قبائل جبويي لتزويج ابنتهم له فما تعليقكم ؟
سلطان ذاكر : ما يحدث عاديا في المدن التي أعيش فيها غالبا مثل هرجيسا وبرعو وبورما وجبيلي من قضايا في الزواج لا يمكن أن تتصوره ؛ ومن ذلك أن يتضرر أبناء وبنات القبائل غير المنتسبة إلى جبوية إذا أرادو الزواج منا، حدث مرة أن رجلا من جبوية عشق بنتا من القبائل الأخرى وعشقته وتقدم لخطبتها وزواجها ومنع أهلها منه وتزوج بغياب عائلتها ولما علموا ذلك تم حبسه وتعذيبه حتى أجبروا عليه طلاقها وطلقها ، والآن هناك شابين مسجونين في بورما من قبيلة جبوية لأسباب كهذا مغزاها الإستعلاء العرقي ومثل ذلك يحدث في جبلي وأيضا سمعت في هرجيسا أن شابا ينحدر من أشهر قبائل هرجيسا عشق شابة من جبوية ولما علم أهله بذلك ضربوه بشدة ثم غاروا على قبيلة الشابة وأخبروا أن بنتهم لا تنحدر من قبيلة كفئة لهم .
وهناك شباب من جبوية تزوجوا بناتا من قبائل أخرى لكن البنات لحقن برجالهن ويعشن حالة نفسية وسموا بهن بالبنات اللواتي يسئن إلى سمعة الأحساب والأنساب يمكن القول أن نقول إن قضية الزواج هي كبرى المشاكل لأن التزواج واحتلاط المجتمع الواحد ذو أهمية بالغة وما رأيته هي معقولة لكنها محصورة بشخص واحد .
شرحبيل أحمد : كيف يمكن الخروج من هذه المشاكل؟
سلطان ذاكر : يمكن الخروج من هذا المأساة :
1.الإنابة إلى الله والتوبة إليه من جميع الأطراف جبوية وغيرهم .
2. تأسيس مشروع كبير لمكافحة العنصرية وتوعية المجتمع الصومالي .
3. قيام علماء الصومال بدورهم وتوضيح الحكم الشرعي في هذه المشكلة الطبقية والعرقية .
4.أن يضيف رئيس الجمهورية الصومالية من جدول أعماله مكافحة هذا الفيروس القاتل في أو ساط الشعب الصومالي الواحد .
5. فتح أبواب المدارس والمعاهد وإرسال بعثات تعليمية إلى الخارج لرجال ونساء من أبناء جبوية وهم بدورهم يقومون بتغيير شعبهم وإخوتهم .
6.إنشاء مراكز تجارية لتنمية إقتصادهم لأن الحقارة هي الفقر .
شرحبيل أحمد : بماذا تنصح المجتمع الصومالي عموما والقبائل المهمشة خصوصا ؟
سلطان ذاكر : قال تعالى (ياأيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون ) 11 )
ينهى تعالى عن السخرية بالناس ، وهو احتقارهم والاستهزاء بهم ، كما ثبت في الصحيح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : " الكبر بطر الحق وغمص الناس " ويروى : " وغمط الناس " والمراد من ذلك : احتقارهم واستصغارهم ، وهذا حرام ، فإنه قد يكون المحتقر أعظم قدرا عند الله وأحب إليه من الساخر منه المحتقر له ; ولهذا قال : ( يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ) ، فنص على نهي الرجال وعطف بنهي النساء . وقوله : ( ولا تلمزوا أنفسكم ) أي : لا تلمزوا الناس . والهماز اللماز من الرجال مذموم ملعون ، كما قال [ تعالى ] : ( ويل لكل همزة لمزة ) [ الهمزة : 1 ] ، فالهمز بالفعل واللمز بالقول ، كما قال : ( هماز مشاء بنميم ) [ القلم : 11 ] أي : يحتقر الناس ويهمزهم طاعنا عليهم ، ويمشي بينهم بالنميمة وهي : اللمز بالمقال ; ولهذا قال هاهنا : ( ولا تلمزوا أنفسكم ) ، كما قال : ( ولا تقتلوا أنفسكم ) [ النساء : 29 ] أي : لا يقتل بعضكم بعضا .
قال ابن عباس ، ومجاهد ، وسعيد بن جبير ، وقتادة ، ومقاتل بن حيان : ( ولا تلمزوا أنفسكم ) أي : لا يطعن بعضكم على بعض .
وقوله : ( ولا تنابزوا بالألقاب ) أي : لا تتداعوا بالألقاب ، وهي التي يسوء الشخص سماعها .
قال الإمام أحمد : حدثنا إسماعيل ، حدثنا داود بن أبي هند ، عن الشعبي قال : حدثني أبو جبيرة بن الضحاك قال : فينا نزلت في بني سلمة : ( ولا تنابزوا بالألقاب ) قال : قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة وليس فينا رجل إلا وله اسمان أو ثلاثة ، فكان إذا دعي أحد منهم باسم من تلك الأسماء قالوا : يا رسول الله ، إنه يغضب من هذا . فنزلت : ( ولا تنابزوا بالألقاب )
ورواه أبو داود عن موسى بن إسماعيل ، عن وهيب ، عن داود ، به .
وقوله : ( بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ( أي : بئس الصفة والاسم الفسوق وهو : التنابز بالألقاب ، كما كان أهل الجاهلية يتناعتون ، بعدما دخلتم في الإسلام وعقلتموه ، ( ومن لم يتب ) [ ص: 377 ] أي : من هذا ( فأولئك هم الظالمون )
وانطلاقا من هذا أقول للأمة الصومالية بأسرها غن جميع الأزمات التي تستمر في بلادنا له علاقة بإنتهاك أعراض إخواتكم عندما تتشاتمون تقولون هو مدغان ، يبر ، تمال أو يحر
midgaan, yibir , tumaal iyo yaxar
وتخجلون منهم وبناتكم في عصمة كفار ؛ كفاكم شرا وإثما تحقيركم لإخوانكم أصبحتم في ذيل لإنهماككم في تحقيرهم ويجب عليكم أن تساعدوهم ليصلوا إلى الركب الذي خلفتموهم منه .
وأقول لقبائل جبوية وغيرهم المحقيرين اجتهدوا وادعوا الله والشرف والعزة كلها في مدى صلة العبد بربه ؛ اجتهدوا في التعليم وفي مجال الإقتصاد ولا تهنوا فالله لا يترككم هكذا ولعل أن أجداداكم ارتكبوا جرائم أنتم الآن تعانون من ثقل تبعاته ولنقم بالإصلاح خاصة علاقتنا مع الله ثم علاقة مع الناس . وأشكرك يا أخي جزيل الشكر .
المصدر: aljazeeratalk.net