عندما تعثر على فرق بين كلمتين في ظاهرهما اتحاد في المعنى تشعر بأن اللغة
العربية تحتوى على أسرار لغوية بديعة ومعرفة الفروق اللغوية مهمة جدا لكل دارس خاصة علوم الشريعة كي يقف على المعاني الد قيقة
فمثلا:
الفرق بين طغا وطغى:
طغا وطغى شكلان مختلفان من أشكال الكتابة لفعل ثلاثي أوله مفتوح وآخره منته بالألف، وهذا الاختلاف في كتابة هذا الفعل الواحد يؤدي إلى استدعاء صيغ مختلفة لمضارع ومصدر هذا الفعل التي تؤدي بدورها إلى استدعاء دلالات مختلفة يفهمها الناس من خلال استخدام هذه الصيغ في سياق الكلام.
(طغا) من (الطغوان) لأن مضارعه ينقلب إلى واو (يطغو)، وطغى من (الطغيان) لأن مضارعه لا ينقلب إلى واو (يطغى). فإذا بحثنا عن دلالات (الطغوان) و (الطغيان) وجدنا أن استخدامات (الطغيان) أكثر، وأن دلالة (الطغيان) ترتبط على الدوام، وفي أغلب السياقات بمعنى الغلبة المرتبطة بالظلم، في حين لا نكاد نعثر على سياق يرد فيه (الطغوان) مرتبطا بالظلم، أو مرافقا لألفاظ سلبية مشابهة مثل الفسق والفجور والعصيان والكفر كما يرتبط مصطلح (الطغيان).
لذلك فإننا عندما نبحث في القرآن الكريم عن استخدامات (طغا) و (طغى) نجد أنه استعمل (طغا) بالألف الممدودة (من الطغوان) في السياقات السلبية التي تعني الغلبة والتجاوز من دون ظلم، حيث قال تعالى في وصف (طغوان) الماء: (إِنَّا لَمَّا طَغَا الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ) (الحاقة 11)، في حين أنه استخدم (طغى) بالألف المقصورة (من الطغيان) في السياقات السلبية التي تعني الغلبة والتجاوز مع الظلم والفساد والطغيان، حيث يقول في السياق المرتبط بفرعون: (اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى) (النازعات 17)
العربية تحتوى على أسرار لغوية بديعة ومعرفة الفروق اللغوية مهمة جدا لكل دارس خاصة علوم الشريعة كي يقف على المعاني الد قيقة
فمثلا:
الفرق بين طغا وطغى:
طغا وطغى شكلان مختلفان من أشكال الكتابة لفعل ثلاثي أوله مفتوح وآخره منته بالألف، وهذا الاختلاف في كتابة هذا الفعل الواحد يؤدي إلى استدعاء صيغ مختلفة لمضارع ومصدر هذا الفعل التي تؤدي بدورها إلى استدعاء دلالات مختلفة يفهمها الناس من خلال استخدام هذه الصيغ في سياق الكلام.
(طغا) من (الطغوان) لأن مضارعه ينقلب إلى واو (يطغو)، وطغى من (الطغيان) لأن مضارعه لا ينقلب إلى واو (يطغى). فإذا بحثنا عن دلالات (الطغوان) و (الطغيان) وجدنا أن استخدامات (الطغيان) أكثر، وأن دلالة (الطغيان) ترتبط على الدوام، وفي أغلب السياقات بمعنى الغلبة المرتبطة بالظلم، في حين لا نكاد نعثر على سياق يرد فيه (الطغوان) مرتبطا بالظلم، أو مرافقا لألفاظ سلبية مشابهة مثل الفسق والفجور والعصيان والكفر كما يرتبط مصطلح (الطغيان).
لذلك فإننا عندما نبحث في القرآن الكريم عن استخدامات (طغا) و (طغى) نجد أنه استعمل (طغا) بالألف الممدودة (من الطغوان) في السياقات السلبية التي تعني الغلبة والتجاوز من دون ظلم، حيث قال تعالى في وصف (طغوان) الماء: (إِنَّا لَمَّا طَغَا الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ) (الحاقة 11)، في حين أنه استخدم (طغى) بالألف المقصورة (من الطغيان) في السياقات السلبية التي تعني الغلبة والتجاوز مع الظلم والفساد والطغيان، حيث يقول في السياق المرتبط بفرعون: (اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى) (النازعات 17)
تعليقات
إرسال تعليق