من الطبيعي جدا أن الاتفاق على شئ معين ومحدد سهل جدا ، لكن برنامج إيران النووي له طبيعة خاصة ، فرق كبير بين إيران الشاه وإيران الثورة ، الغرب لم يحالفه الحظ تجاه إيران الثورية من الأول ، عندما قامت الثورة الإيرانية وأطاحت بنظام موال للغرب وأعلنت الثورة جمهورية إسلامية تتمسك بالمذهب الشيعي خشي الغرب أن يحذو حذوهم أصحاب المذهب السني ويقوموا بثورة إسلامية سنية ، ولكن الغرب استخدم الأنظمة العربية لضرب إيران حتى لا ينتشر هذا الفكر إلى بلدان أخرى ، وخاض صدام حسين حربا ضروسا ضد النظام الثوري الجديد في طهران حتى أصاب طرفي القتال خسائر فادحة في الأرواح والبنى التحتية في كلا البلدين، ولكن الغرب لم يول اهتماما في بداية الأمر، وإنما ركز على الجانب العراقي حتى حرّض العراق على غزو الكويت، ومن هنا وقع الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين في الفخ المنصوب له بإحكام، وغزا جارته العربية الضعفية الكويت وكذلك وصلت نيرانه إلى السعودية، ولكن الغربيين كانوا يتمنون هذا حتى يتسنى لهم تدمير هذه البلاد، فلما خرج الجيش العراقي من الكويت بعد هزيمة نكراء ، فرضت الأمم المتحدة (الغرب) حظرا شاملا على العراق وأثارت موضوع أسلحة الدمار الشامل حتى غزوه عام 2003 ودمروا العراق بصورة همجية ، ولكن لماذا لم ينتبه الغرب أن ما كان يخشاه في العراق قد حصل في إيران بالفعل وبشكل سري وهو المفاعلات النووية ، لا أظن أن الغرب تغاضى عن المشروع النووي الإيراني وإنما غفلة ما أصابته كي تسجل هذه الغفلة للتاريخ ضعفهم وغباءهم، وفجأة ظهرت في إيران أشياء كثيرة لم تكن في الحسبان لدى الغرب وحينئذ جن جنون الغرب ، وبدأ بالتهديد والوعيد في كل مرة ومعه إسرائيل تزمجر وتهدد ، ولكن إيران كانت ترد كل تهديد يأتي من قبلهم بمناورة عسكرية تستعرض فيها عضلاتها في وقت لا يقوم الغرب بمناورة واحدة مما يدل على مصداقية ما عند إيران من قوة، وجربت إيران خلال هذه المناورات المتعاقبة صواريخ مختلفة وطائرات وأجهرة قتالية كثيرة، وحدثت أحداث خلال هذه الفترة أكدت للغرب أن إيران غامضة في قوتها ولا ينبغي التهور والمغامرة تجاهها ، وكل هذه المعدات الحربية كانت من صناعاتها المحلية، إذا الغرب وقع في ورطة شديدة تفضح حقيقته، وبقي أمام الغرب خياران لا ثالث لهما
الخيار الأول : مواجهة إيران ولكن بطرق مختلفة منها إثارة مشاكل داخل إيران ومنها اغتيالات لكبار علماء التكنولوجيا النووية ومنها ضرب حلفائها كما حدث في لبنان مع حزب الله وكذلك سوريا ، ومما زاد الطين بلة أن العراق الذي أسقطته الدول الغربية بمساندة من العرب وكان حاكمه من السنة تحول إلى دولة موالية لإيران ، الغباء أحيانا جند من جنود الله ، طبعا هذا الخيار فشل فشلا ذريعا ، لأن الواقع أن إيران دولة لها اعتبار وأثبتبت ذلك للعالم، وهي دولة ليست هينة ، لا يعرف ماذا فيها من قوة حتى الآن وهذا ما دفع الغرب إلى
الخيار الثاني
الخيار الثاني
هذا الخيار هو خيار طريق الاتفاق والمصالحة ، لكن هذا ربما يكون مستحيلا بسبب الظروف الموجودة لدي الإيرانيين وأن الغرب لا يريد أن يفتح عليه بابا ربما لا يمكن في المستقبل إيصاده ، لأن إيران لا تتنازل عن حقوقها النووية ودائما ما تقول طهران : برنامجنا النووي سلمي ولا حاجة لنا إلى صنع قنبلة نووية ، طبعا هذا لا يصدقه أحد ، لأن الغرب عنده قنابل نووية ومن حق كل دولة أن يكون عندها، وهذا أمر منطقي وكذلك الغرب عادة لا يريد أن تدخل الدول الأخرى في مجال الصناعة ، لأن كل واحد لو كان عنده مصانع عملاقة فلا أحد يشترى منهم الطائرات والأسلحة ، وكذلك من عنده القوة يكون عنده قراره ، لا أحد يستطيع أن يلعب به ، ولهذه الأسباب وغيرها يصعب أن ينجح الاتفاق النووي الغربي الإيراني ،ولو نجح في ورقة فلن ينجح في الواقع ، وكل واحد من الطرفين مترقب للآخر، ولله غيب السموات والأرض وإليه يرجع الأمر كله
تعليقات
إرسال تعليق