ما هي حمى ايبولا المسببة للنزيف الدموي الخطير وكيف يكون العلاج

كثر الحديث خلال الأشهر الأخيرة عن وباء ايبولا المعروف منذ قرابة 38 عاما لدى العلماء والذي انتشر مجددا وبسرعة فاقت الاستعدادات في كل الدولة لمجابهة هذا الوباء المعدي والقاتل في نفس الوقت.

إذن ما هو مرض فيروس إيبولا أو حمى إيبولا النزفية؟ انه مرض فيروسي يصيب الإنسان وبعض أنواع القرود وهو قابل للانتقال السريع من المصاب الى السليم أي يعدي. اكتشف لأول مرة سنة 1976، ومنذ ذلك الوقت ظهرت أنواع مختلفة منه مسببة أوبئة في كل من زائير، الغابون، أوغندا، والسودان وبنسبة وفيات تتراوح بين 25٪- 90٪.

اعراض المرض: أعراض مرض إيبولا عادة تظهر فجأة وتشبه اعراض الانفلونزا وتتميز بالتعب والحمى والصداع وآلام المفاصل والعضلات والبطن مرافقة بالقيء والإسهال وفقدان الشهية أيضا. وترافق هذه الأعراض احيانا التهاب الحلق وألم في الصدر وضيق في التنفس وصعوبة في البلع. متوسط ​​الوقت بين الإصابة بالفيروس وبداية الأعراض هو من 8 إلى 10 أيام.

انتشار العدوى: ليس من الواضح تماما كيف ينتشر فيروس إيبولا، ويعتقد أن العدوى تحدث عن طريق الاتصال المباشر مع الدم أو سوائل الجسم من شخص مصاب (بما في ذلك شخص ميت مصاب بالمرض) أو ملامسة شفرات حلاقة أو معدات طبية ملوثة، وخاصة الإبر والمحاقن. والظهور السريع للأعراض يجعل من السهل تحديد هوية الأفراد المرضى ويحد من قدرة انتشار المرض عن طريق السفر. لأن الجثث تعتبر معدية، ينصح بعض الأطباء التخلص منها بطريقة آمنة.

يتم التعرف على الفيروس عن طريق فحص دم أو بول أو لعاب من قبل المختبر مع مجهر إلكتروني حديث جداً له القدرة على تصوير الجزيئات.

العلاج: علاج المرض في المرحلة الأولى منوط بعزل المريض خشية انتشار المرض الى آخرين، فالحجر الصحي حقق بعض النجاح في الحد من انتشار الفيروس. وفي ألمانيا و احد مستشفيات برلين الذي يعد من اكبر المستشفيات في أوروبا، تم إيقاف عمل الفيروس لدى الكثير من الحالات. كذلك في مستشفيات الجيش الأمريكي يتم البحث عن حل نهائي لهذه الحمى.

في أحد المختبرات الكبيرة في كندا تم التوصل إلى علاج نهائي للفيروس المسبب لمرض حمى ايبولا، حيث تم فحص بنية الفيروس وتشريحه وتم التوصل إلى انه يغطى جسم الفيروس (يشبه دودة طويلة ذيلها ملتوى حول نفسه) غشاء بروتيني. وتم التوصل إلى المادة التي تخترق هذا الغشاء لتقتل الفيروس، لكن حتى الان ليس هناك معلومات كافية عن طبيعة هذا الاكتشاف او مدى صلاحيته للاستخدام البشري ولعله في المستقبل القريب يكون تم التوصل للعلاج الكامل من هذا الفيروس.

اكتشاف المرض: اكتشف في بلدة تقع على طرف غابة تقرب من بلدة تسمى كيكويت في زائير. حيث كان يعمل بائع فحم نباتي يعد الفحم النباتي في عمق الغابة ويحزمه ويحمله على رأسه الى بلدة كيوكويت. وفي 6 يناير 1995 شعر الرجل بالأعياء ووقع على الأرض مرتين وهو في طريقه من الغابة إلي البيت. وعندما وصل قال إنه مصاب بصداع وحمي. وخلال الأيام التي تلت تدهورت حالته وابتدأ يتقيأ وكان الدم يتدفق بشكل يتعذر ضبطه من أنفه وأذنيه ثم توفي في 15 من الشهر نفسه في المستشفى. وسرعان ما صار آخرون من عائلته، ممن لمسوا جسده، يصابون بذات الاعراض والمرض. وبحلول شهر مارس مات اثنا عشر فرداً من أقربائه المرقبين. وفي أواسط شهر ابريل ابتدأت هيئة العاملين في المستشفى وآخرون يمرضون ويموتون مثل الرجل وعائلته، وبسرعة انتشر المرض إلى بلدتين أخريين في المنطقة، وصار من الضروري طلب المساعدة.

توجه أحد العلماء الى البلدة وقام بجمع عينات من دم المرضى وارسلها الى مراكز مكافحة الأمراض في أتلانتا في الولايات المتحدة فوجد أن المرض هو "إيبولا".

مسببات المرض: يعتقد ان ظهور هذا الفيروس يكمن في لعاب الخفافيش حيث تطور الفيروس ومنه انتقل الى بقية الحيوانات بواسطة الفواكه التي يتقضمها الخفافيش ويسقط باقيها على الأرض فتتناولها الحيوانات في الغابات، ومنها من له اتصال بالإنسان فتنقل اليه الفيروس بعد ان تكون قد أصيبت هي به قبل ذلك.

ويؤكد العلماء ان الفيروس يصيب الثديات بالأساس، وكان يسود الععقاد في البداية ان سبب انتشار الفيروس يعود الى الغريلا او الشمبانزي، ولكن سرعان ما تبين ان السبب يعود الى ما تتناوله هذه الحيوانات من فاكهة قضمتها الخفافيش المصابة بهذا الفيروس.

حصيلة الضحايا: وتشير آخر معطيات منظمة الصحة العالمية، من يوم أمس الى إن إجمالي الوفيات جراء تفشي مرض ايبولا لغاية الآن ارتفع الى 1145 شخصا بعد تسجيل أربع حالات وفاة خلال يومين حتى 13 آب/ أغسطس في الدول الاربع في غرب افريقيا التي ابتليت بالوباء.

وقالت المنظمة التابعة للأمم المتحدة إنه تم تسجيل ما مجموعه 152 حالة جديدة مؤكدة أو محتملة أو مشتبه بها للحمى النزفية الفتاكة خلال فترة يومين في غينيا وليبريا ونيجيريا وسيراليون ليصل اجمالي المصابين الى 2127 شخصا.


المصدر: http://www.i24news.tv
إرسال تعليق (0)
أحدث أقدم