قل للمليحة في الخمار الأسود شعر روعة أول إعلان تجارى في العالم أجمع

يحكى أن تاجرا من أهل الكوفة قدم المدينة بأخمرة نسائية فباعها كلها , وبقيت السود منها لم تنفق , وكان صديقا للدارمي المغني الشاعر , المشهور بين أهل مكة بالظرف فشكا إليه ذلك الكساد الذي أصاب خمره السود , لعله يجد سبيلا لإنفاذها
وكان الدارمي قد تنسك وترك الغناء وقول الشعر , ولكنه إزاء إلحاح صديقه هداه تفكيره إلى القيام بعمل إعلان شعري غنائي للخمر ’ حتى يتم بيعها وإقبال النساء عليها , ثم يعود إلى تنسكه الذي كان عليه فقال :
قل للمليحة في الخمار الأسود * * * ماذا صنعت بزاهد متعبـد ؟
قد كان شمر للصلاة ثيابـه * * * حتى وقفت له بباب المسجد .
ردي عليه صلاته وصيامه * * * لا تقتليه بحق ديـن محمـد

وغنى الأبيات صوت رائع شاع في الناس أمره , فلم تبق في المدينة ظريفة إلا ابتاعت خمارا أسود . حتى نفذ كل ماعند العراقي منها .. ورجع الدارمي إلى نسكه .
وإذا كانت الأبيات قد اجتذبت قلوب النساء للشراء , فقد لقيت رواجا عند أصحاب الإعلانات .. وأكد عمليا كيفية التآخي بين النشاط الأدبي والنشاط الاقتصادي , , كما أثار هذان البيتان إعجاب الشعراء في الأجيال اللا حقة فقاموا بمعارضتها بغية المماثلة أو التفوق عليهما مغيرين في الألوان بما يتناسب مع أذواقهم , أو بما تقترحه إحدى الملاح , أو مبقين على اللون الأسود



وقالها آخر بطريقة مختلفة:

قـــــل للـمـلـيـحـة فـــــي الــخــمــار الأكـــحـــل ** كالشمس مـن خلـل الغمـام المنجلـي

بحـيـاة حسـنـك أحسـنـي, وبـحـق مـــن ** جعل الجمال عليك وقفا: أجملي !!

لا تـــقـــبـــلـــي قــــــــــــول الــــــوشـــــــاة فــــإنــــنـــــي ** لـــم أصـــغ فـيــك إلـــى مـقــال الــعــذَّل

إنــــــــــــي أعــــــيـــــــذك أن يــــــكـــــــدر
آخـــــــــــــرٌ ** بــعـــقـــالـــة الـــواشــــيــــن صـــــفــــــو
الأول



وقالها آخر:

قــــل للمـلـيـحـة فــــي الـخــمــار الـمُــذْهَــب ** ذهــــب الــزمــان وحـبـكــم لـــــم يــذهـــب

وجـمــعــت بــيـــن الـمـذْهَـبـيـنِ فــلـــم يــكـــن ** للحـسـن فـــي ذهبيـهـمـا مـــن مـذْهــب

نــــور الـخـمــار ونـــــور وجــهـــك نــزهـــة ** عـجـبــا لــخــدك كــيـــف لـــــم يـتـلـهــب

وإذا بـــــــــدت عـــــيـــــن لـــتـــســــرق نـــــظـــــرة ** قال الجمال لها: اذهبي لا تذهبي



وآخر:

قــل للمليـحـة فــي الخـمـار الـمـذهـب ‏** أفسدت نسك أخي التقى المترهب

نـــور الـخـمـار ونـــور خــــدك تـحـتــه ** عجبـا لوجهـك‏!‏ كيـف لـم يتلهـب



وآخر:

قُل للمليحـة فـي القناع العُصفـري ** يا شمسها شفق الشروق فأسفري

ولكِ الأمان من اللِّحاظ إذا ارتمـت ** إن الشُعـاع يصُـدُّ طــرف المبـصـرِ

أو مـا اكتفـيـت بــورد خــدك روضــة ** عن روض وردي اللبـاس المُزهـر

هــذا القـنـاع سـمـا بـفـرقـك مـفـخـرا ** عـن مغفـر قـد ضـمّ هامـة قيـصـر

وخــطــرت فــــي مـوشــيــة ذهـبــيــة ** قد جانستـك بلونهـا فـي المنظـر .

وبديـع حسنـك قـد تنـاسـب عنـدمـا ** راعـى نظـيـرا فــي المحـيـا الأنـضـرِ



أرأيت حين خطرت في رمل الحمى **مابيـن بـان لــوى الكثـيـب الأعـفـرِ

فـــتــــأودت أغــصــانـــه وتــســتّـــرت ** بـالأيــك مـــن خــجــل ولات تـسـتُّــرِ

كـــم أصـيــد مـلـكــت بـعـيـنـك رقــــة ** فــأتــى إلــيــك بــذلَّــة المـسـتـأسـرِ

مـا فـي الحـمـى إلا مـوالــي طـاعــةٍ ** فـتـمـلـكـي أو دبّـــــري أو حـــــرَّري .



وآخر:

قـل للمليحـة فــي القـبـاء الأطـلـس ** أفسدتِ عقل أخي التقي المتقدّس

أومـا كـفـاكِ لـبـاس حسـنـك والبـهـا ** حـتـى بــرزت لـنـا بأبـهـى ملـبـس

أخـجـلـت ولـــدان الـجـنـان وحـورَهــا ** وخطرتِ من أثوابهـا فـي سنـدس

إن كــــــان لا يــرضــيــك إلا فـتـنــتــي ** فرضـاكِ فــرض يا حـيـاة الأنـفـس

هـــــذا مـحــبــك نـاصــبــا أحــشـــاءه ** غرضا لأسهم مقلتيـك فقرطِسـي



وآخر:

قل للمليحـة فـي القميـص الأحمـر ** مـــاذا فـعـلـت بـعـابــد مسـتـبـصـر

مـــازال يـــدابُ فـــي الـعـبـادة طـالـبـا ** للـعـلـم , غـيــر مـفــرّط ومـقـصّـر

تــرك الصـبـابـة للـصِّـبـا متسـلـيـا؟ ** عـن ذكــر كــل غـزالـة أو جــؤذر

حتـى وضعـتِ عـن محـيّـاك الغـطـا ** فانجـاب عــن بــدر منـيـر مقـمـر

ونـشــرت فـرعــا مـثــل لـيــل فــاحــم ** لــولا مـجـاورة الصـبـاح المـسـفـر

فدهشت مـن ذاك الجمـال وحسنـه ** ووقـفــتُ وقـفــة مــولــع مـتـحـيِّـر

حسنٌ به شُغِف الفؤادُ, وهاج لي ** شجـنـاً, فـقـلَّ تجـلـدي وتصـبـري

سقْـتِ إلــى الجـسـم السـقـام وراءه ** مـن ذاك أطـراف السقيـم الأحـور



وآخر:

قل للمليحة في الخمار الأحمر ** لا تـجـهـزي بدمـائـنـا وتـسـتــري

مُكِّنـتِ مـن حـب القـلـوب ولايــة ** فملـكـتِـهـا بـتـعـســف وتـجــبــر

إن تتصفـي فلـك القـلـوب رعـيـة ** أو تمنعي حقا فمن ذا يجتري ؟

سـخّـرتـنـي وسـحـرتـنـي بـنـوافــث ** فـتـرفـقـي بـمـسـخَّـر ومـسـحَّــر



وآخر:

قـل للمليـحـة فــي الحـريـر الأحـمـر ** مــــاذا فـعـلــت بـشــاعــر مـتـكـبــر

قد كان يرعى النجم في فلـك العـلا ** واليوم يرعى منك عشق الجوهر

إن كـــان وجــهــك جـنـتـيـن لـمـغــرم ** فهـبـي لـحـرّ الـنــار بـــرد الـكـوثـر

الحـسـن سـلـطـان , وأنـــت ملـيـكـه ** فـاقـت بمُـلـك الـحـب ربـــة تـدمــر

فــــإذا رأيــــت مــــن الـمـحــب تــذلــلا ** بالله يــا حـــســـنـــاء لا تـــتـــكـــبـــري

الشعر مـن لغـة الملائـك فاعلمـي ** منـه شـعـور العـاشـق المتحـسـر

إن كـنــت لا تَـعْـديـن قـولــي يـا فـتـى ** صـبــرا, فـــإن الـفــوز للمتـصـبـر



وآخر:

ذات الـخـمــار الأزرق **رفقـا بصـب عاشـق

عصـف الهـوى بفـؤاده ** منذ اللقاء المشرق



وآخر:

قــل للملـيـحـة فـــي الـخـمـار الأزرق ** مـــاذا فـعـلـت بـنـاســك مـسـتـغـرق

قـــد كــــان شــمــر لـلـصــلاة ثـيـابــه ** حــتــى وقــفــت لــــه بــكــل تــأنــق

قــد ضــاع مـنــه صـلاتــه وصـيـامـه ** وأصبـت منـه بـراءة القـلـب التـقـي

فـمـضــى يـصـفــق لـلِّــقــا مــتـــزوداً ** من نور وجهك , فأسفري , وتدفقي



وآخر:

داعب التيهُ خطوها, فإذا الألحان ** والـعـطــر والـسـنــا فـــــي ســبـــاق

والــــــرداء الـبـنـفـسـجــيُّ الـتـعـابــيــر ** يـــريـــنـــا مـــفـــاتــــن الإشــــــــــراق

وعـلـى زنـدهـا تـمـيـس البـشـاشـات ** ويــلــهـــو الإغـــــــراء بـالــعــشــاق

كلـمـا أتلـعـت مـــن الـضّــرف جـيــدا ** أرسلـت بالجفـون لـحـن التـلاقـي

فـهــي قـيـثـار كـــل غـنــوة حـــب ** صاغهـا ذوب قلـبـي الخـفـاق

وهو منها على الطريق صريع ** يـتــلــوى بـلــوعــة الـمـشـتــاق



وآخر:

ياعاشقـا ذات الــرداء الفسـدقـي ** ومــتــيــمــا بــــهــــوى الــــريّــــق .

ذكـرتـنـي لـيــلاي والـحــب الــــذي ** أودى بأحلامي وشيّب مفرقـي .

ذكرتـنـي لـيـل الصبـابـة والـجـوى ** والآه تفضح لوعتـي وتشوقـي .

ذكرتنـي سـهـدي وأوهــام الــرؤى ** ووجيت قلبي بالشجا المتدفق .

فلئن سقتك الصاب حين علقْتَها ** وعـرفـت الآم الـغــرام الـمـحـرق .

فلقـد سقتنـي حيـن همـتُ بحبـهـا ** ذوب الشجـا بغرورهـا المتـأنـق .

أضنت فؤادي بالصدود , وبالجفا ** حتـى ذوى منـي شبابـي الريـق .

فرحلـت ألتمـس النـجـاة مــن الـهـوى ** وأغيـب عـن صـهـد الـغـرام الـمـورق

وظنـنـت أن الـبـعـد يـطـفـيء لـوعـتـي ** ويذيـب أشجانـي ويأسـي المـغـرق .

عامين في شوق قضيت وفي جوى ** ثـم ارتحلـت إلـى الهـوى كالمـوثـق.



وقال اخر:

قل للمليحة في الخمار الاسود .......ماذا فعلت بناسك متعبد
قد كان شمر للصلاة ردائة ..........حتى وقفتي له بباب المسجد

قل للمليحـــهِ بالقميصِ الأبيضِ
مطرٌ وبردٌ حلوتي لا تمرضي
هل تسمحي لي أن أعيركِ معطفي؟
والرأيُ رأيُكِ.. إنما لا ترفُضي

قل للمليحـــهِ بالقميصِ الأسودِ
ماذا فعلتِ بعاشقٍ متمردِ
أدى التحيه في مقامكِ هاتفاَ
لا سيد لي أنت وحدك سيدي

قل للمليحــــهِ بالقميصِ الأصفرِ
كم سعرهُ حتى قميصاً أشتري
هي نزوهٌُ مني لأكتب فوقهُ
تلك التي هزت جميع مشاعري

قل للمليحــــهِ بالقميصِ الفستقي
لا حُسن في الدُنيا كحُسنُ المشرقِ
إني يزلزلُني سمادٌ ساخنٌ
ويريحُ أعصابي مذاقُ الفستُقِ

قل للمليحــــهِ بالقميصِ الأخضرِ
الناسُ للناسِ فلا تتكبري
إن كُنتِ قد أطلقتِ حسرة معجبِ
عيناكِ إغراءُ وجوك شاعري

قل للمليحــــهِ بالقميص البني
من كان أخرس لو رآك يغني
أنا كنتُ طيراً كاسراً قبل اللقا
فكي قيودي ها أنا في السجنِ

قل للمليحــــهِ بالقميصِ الأحمرِ
أزرارُهُ أنيابُ ذئبٍ كاسرِ
وأنا جريءٌ والتحدي لُعبتي
إن عدتُ مهزوماُ فلستُ بخاسرِ

قل للمليحــــهِ ما لعطركِ ثاني
نعم.. أستفز رجولتي وكياني
هل منهُ نوعٌ للرجالِ أُريدُهُ
فتكرمي بالإسمِ والعنوانِ
وفيما يلي قصة القصيدة وشاعرها:

قل للمليحة في الخمار الأسود ** ماذا فعـلت بـناســك مـتعبـــد
 
إرسال تعليق (0)
أحدث أقدم