التهميش السياسى والثقافى فى الصومال تقرير

والتهميش في الصومال العربي- بحكم الجغرافيا والإرادة السياسية- لا يقف عند تلك الحدود القبلية الضيقة، بل يمتد ليشمل من هم من أصول عربية.
وتشكو قبائل بنادر ذات الأصول العربية من تهميش سياسي وثقافي. ويقول مشايخها -الذين التقيناهم في مكتب لهم بمنطقة حمروين وسط مقديشو حيث يتركز وجودهم- إنهم يحرمون من المنح الدراسية وإقامة منشآت صحية بمناطقهم.
تمييز وطمس:
ويقول صوفي مودي علي -وهو شيخ مشايخ القبائل التي "يزيد عددها على مليون ونصف المليون نسمة"- إن الحكومة تمارس التمييز ضدهم وتحقّرهم وتعمل على طمس تاريخهم.
ويشكو رئيس رابطة شباب قبائل بنادر عمر شريف محمد من أن أبناءهم لا يوظفون بالدولة، خاصة بأجهزتها الأمنية والعسكرية. ويقول إن من يعين عادة ما يكون بسبب صلات خؤولة أو مصاهرة بإحدى القبائل الأخرى المهمة كقبيلة "هوية".
ويحن أغلب مشايخ القبائل العربية -الذين تحدثوا لنا عبر مترجم صومالي- لأيام الرئيس الراحل زياد بري حين كانت حقوقهم مصونة، وكانوا يشاركون بالحكومات كأية قبيلة أخرى.
وتعود بهم الذاكرة لحقبة كانت فيها إذاعة مقديشو تبث ساعتين بالعربية ومثلها التلفزيون. أما الآن فيقتصر بث الإذاعة على نصف ساعة فقط، في حين يحرمهم التلفزيون من سماع لغة الأجداد.
لكن الباحث ورئيس مركز الشاهد للبحوث والدراسات في الصومال محمد الأمين محمد الهادي ينفي ذلك، ويقول إن بري كان يحارب العربية، وهو من حوّل أحرف الكتابة للغة اللاتينية.
وحسب محمد الهادي، فإن اهتمام بري بالعربية كان "دعائيا" بدافع الحصول على تمويلات من الدول العربية.
ويقسّم الدكتور مختار حاجي علي -الذي يعيش بكندا- قبائل الصومال إلى ثلاثة أصناف: صنف له كامل الحقوق كالقبائل المسلحة، وثان يتمتع بحقوق منقوصة كالقبائل "المسالمة" مثل بنادر، وثالث مضطهد مثل "التومال" وأضرابهم.

المصدر : الجزيرة
إرسال تعليق (0)
أحدث أقدم