تزامنا مع مشاركة وزير الخارجية محمد عمرو اليوم الخميس، فى مؤتمر لندن الدولى لدعم الصومال، صرح الوزير المفوض عمرو رشدى المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية بأن الوزير عمرو سيؤكد خلال مداخلاته فى المؤتمر ولقاءاته مع المسئولين الدوليين المشاركين على موقف مصر من الأزمة الصومالية، حيث سيؤكد وزير الخارجية ترحيب مصر بالتطورات العديدة التى طرأت على الساحة السياسية الصومالية خلال العام الماضى بغرض تعزيز قدرة الشعب والحكومة الصوماليين على إنهاء المرحلة الانتقالية بنجاح، وكذلك المساعدة على وضع أسس واضحة وسليمة للمؤسسات الدائمة فى الدولة الصومالية بعد نهاية المرحلة الانتقالية فى أغسطس 2012.
وأوضح رشدى أن مصر ترحب وتدعم بشكل كامل "اتفاق كمبالا" الذى تم وفقاً له تمديد المرحلة الانتقالية لعام إضافى، والتأكيد على أهمية إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية بالبلاد فور انتهاء المرحلة الانتقالية. وكذلك لخارطة الطريق التى قام مكتب الأمم المتحدة بالصومال بإعدادها لتوضيح استحقاقات المرحلة الانتقالية فى عامها الأخير.
وتدعو مصر المجتمع الدولى لتقديم جميع أشكال الدعم الممكنة للحكومة الانتقالية الصومالية القائمة للوفاء بالتزاماتها، خاصة مع دخول الفترة الانتقالية التى نص عليها اتفاق جيبوتى عامها الأخير، وذلك بالأخص فيما يتعلق بتحقيق المصالحة الوطنية وتوسيع نطاقها لتشمل مختلف أطياف الشعب الصومالى، والانتهاء من وضع الدستور الجديد للبلاد بشكل يساعد على إرساء أسس واضحة للنظام السياسى وللحكومة الصومالية فى المرحلة القادمة، فى إطار دولة صومالية موحدة ومستقرة وآمنة.
وأشار رشدى إلى أن "مصر تشدد على ضرورة تأكيد المجتمع الدولى لالتزامه بالعمل على ضمان وحدة الصومال وتكامل أراضيه، وتفادى تفتيته، لما لذلك من نتائج وخيمة على الاستقرار فى منطقة القرن الأفريقى، لذا يجب ألا تؤدى مساعى استعادة الاستقرار والسلام للتضحية بوحدة الصومال نتيجة للصعوبات التى تعترى عملية المصالحة داخلية بين الفصائل المختلفة.
وشدد على حرص مصر على تعظيم الدور العربى والإسلامى فى مواجهة المشكلات التى يواجهها الصومال، وبالأخص فيما يتعلق بتحقيق المصالحة ومواجهة الحركات الإرهابية، وضرورة استكمال الدور الأفريقى النشط والقيادى فى الصومال بدور مواز ومنسق من جانب الدول والمنظمات العربية والإسلامية.
كما عبر عن تقدير مصر للدور الكبير الذى اضطلعت به بعثة حفظ السلام الأفريقية فى الصومال فى تعزيز الأمن والاستقرار هناك، وتقديرها لكل من أوغندا وبوروندى وجيبوتى لما تسهم به هذه الدول من قوات فى البعثة.
كما تؤكد مصر على دعمها الكبير للمساعى القائمة لزيادة عدد قوات البعثة إلى 17 ألف جندى وتقديم المساندة الفنية واللوجيستية اللازمة لعمليات البعثة.
وأضاف رشدى أن مصر تولى أهمية لنشر مفاهيم الإسلام الصحيح فى الصومال، من خلال البرنامج المصرى للتوعية بصحيح الإسلام (Awareness Of True Islam) الذى ينفذ بالتعاون مع جامعة الأزهر، وضعاً فى الاعتبار المكانة العالية التى تحظى بها هذه المؤسسة العريقة كمنارة للإسلام المعتدل فى العالم، ومصر على استعداد لزيادة عدد الأئمة الصوماليين المشاركين فى هذا البرنامج، وذلك بما يساعد على نشر مبادئ الإسلام المعتدل فى ربوع الصومال.
وحول ظاهرة القرصنة قبالة السواحل الصومالية، فإن مصر تتابع باهتمام شديد هذه الظاهرة وتصاعدها بشكل ملفت على مدار الأعوام الأربع الماضية، حيث إن ظاهرة القرصنة تؤثر سلباً على حركة التجارة الدولية بالقرب من المجرى الملاحى الأول فى العالم والأهم بالنسبة لمصر متمثلاً فى البحر الأحمر وقناة السويس، كما أن عددا من عمليات القرصنة قد وقع على سفن مصرية، وهو ما يضاعف من الاهتمام المصرى بالظاهرة وجهود مكافحتها.
وأوضح المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية أن مصر ترى أن الحل الأمثل لظاهرة القرصنة رغم الإسهام الذى تمثله الجهود الدولية لمقاومة هذه الظاهرة فى البحر قبالة السواحل الصومالية باستخدام القوات الدولية التابعة للناتو والاتحاد الأوروبى وعدد من الأطراف الدولية الأخرى، ونجاح الجهود العديدة للمجتمع الدولى خلال السنوات الماضية فى خفض عدد الهجمات الناجحة للقراصنة وحوادث اختطاف السفن التجارية وسفن الشحن، إلا أن العلاج الأمثل لتلك الظاهرة لن يتأتى إلا بحل جذور المشكلة على البر الصومالى، والمتمثلة فى غياب الأمن والاستقرار وضعف مؤسسات الدولة وتأخر المقدرات الاقتصادية للشعب الصومالى وتباطؤ عملية التنمية على مختلف الأصعدة وفى مختلف المناطق الصومالية.
المصدر: اليوم السابع
تعليقات
إرسال تعليق