الصيادون الصوماليون المحليون يشكون من السفن التي تفرط في صيد الأسماك والبوارج الحربية الأجنبية في المحيط الهندي
يواجه صيادو الأسماك المحليون في الصومال مشكلة من قبل سفن الصيد الأجنبية غير الشرعية ، والتي تجرف شباكهم في عرض البحر، وقد تتسبب في فقدان أرزاقهم.
كما يعاني الصيادون أيضا من وجود البوارج الاجنبية أمام السواحل الصومالية والتي تتهمهم بممارسة القرصنة وقد يصل الأمر إلى اعتقال بعضهم أحياناً.
ويمتلك الصومال ساحلا طويلا يبلغ طوله أكثر من 3 آلاف كيلومتر ، ويمتد من خليج عدن شمالا وحتى السواحل الكينية جنوبا.
وهذا الساحل اشتهر بوفرة الأسماك والثروات البحرية الأخرى. ويفترض الاقتصاديون أن طول هذا الساحل يكفي لتحقيق الاكتفاء الذاتي لسكانه في مجال الثروة السمكية.
لكن الصيادين الصوماليين وهم يمثلون رقما صغيرا في المجتمع ، يواجهون مصاعب جمة في الحصول على قوت يومهم من هذا الساحل الكبير.
إذ إن سفن الصيد الأجنبية التي قد تدخل المياه الصومالية بشكل غير شرعي تجرف شباك الصيادين المحليين ، وتغرق قواربهم باستخدام مرشاة المياه ، وتهدف سفن الصيد الأجنبية من ذلك إلى إجبار الصيادين الصوماليين على الابتعاد عن المياه العميقة التي تصطاد فيها هذه السفن .
ويواجه الصيادون أيضا مشكلة كبيرة من قبل البوارج الحربية الأجنبية التي تقول إنها تحارب القراصنة الصوماليين الذين ينشطون في المياه الصومالية التي هي أيضا معبر مهم للتجارة الدولية وخاصة ناقلات النفط العملاقة.
ويقول الصياد حسن إبراهيم إن جنود البحرية الموجودين على متن البوارج الحربية الأجنبية يعتقلون الصيادين الصوماليين أحيانا بتهمة القرصنة ، مع أن القراصنة يملكون قوارب أكبر وسفنا سريعة وأسلحة ، أما الصيادون فهم عزل ولا يملكون غير شباك الصيد وقوارب صغيرة .
ويضيف الصياد إبراهيم "إن السفن الأجنية هي الأخرى تسبب لنا أضرارا كثيرة ، إذ تجرف شباك الصيد التي نلقيها ليلا في البحر فنعود في الصباح ونحن خالو الوفاض ، وقد فقدنا بعض زملائنا عندما أغرقت هذه السفن قاربهم.
وكان صيادون غاضبون قد حملوا السلاح قبل سنوات للانتقام من سفن الصيد الأجنبية التي جرفت شباكهم ، الأمر الذي تطور لاحقا الى ما يعرف بعصابات القرصنة في الصومال التي حولت المياه الصومالية الى واحدة من أخطر الممرات المائية في العالم.
وفي سوق الأسماك الرئيسي في مقديشو ، أدت قلة المعروض من الأسماك إلى ارتفاع أسعاره ومن ثم عزوف المستهلكين عن الشراء ، فالصيادون لا يقدرون على الذهاب بعيداً في عرض البحر حيث يتوفر الصيد الكثير.
ويقول علي سعيد الذي يعمل في بيع لحوم الأسماك في سوق السمك في منطقة "حمر وين" إن الصيادين في مقديشو يغيبون حاليا في البحر لساعات طويلة، ومع ذلك فإن الصيد قليل جدا، لأن الأسماك تكثر في المياه العميقة في هذه الأيام ، ولذلك ارتفعت أسعارها.
ويتذكر الصياد حسين كافي يوم كان البحر كريماً والرزق وفيراً كما يقول ، ولم يكن الصيادون يحتاجون إلى الدخول في المياه العميقة لصيد الأسماك.
ويضيف قائلا "في الماضي كنا نذهب الى المياه القريبة ونرجع وقواربنا مملوءة بكل أنواع السمك خلال ساعات قليلة ، ولكن ذلك غير موجود الآن فالذهاب الى المناطق البعيدة محفوف بالمخاطر .
وتدر مهنة صيد الأسماك على الصيادين الصوماليين أموالاًً كثيرةً ، إلا أن الأوضاع السياسية في الصومال أثّرت على مهنة هؤلاء الصيادين وجعلتهم في مهب ريح سفن الصيد الأجنبية أو يمارسون المهنة تحت رحمة البوارج الحربية الموجودة قبالة السواحل الصومالية.
المصدر: بى بى سى
تعليقات
إرسال تعليق