الجزء لأول
لِخَـوْلَةَ أطْـلالٌ بِبُرْقَةِ ثَهْمَـدِ |
تلُوحُ كَبَاقِي الوَشْمِ فِي ظَاهِرِ اليَدِ |
وُقُـوْفاً بِهَا صَحْبِي عَليَّ مَطِيَّهُـمْ |
يَقُـوْلُوْنَ لا تَهْلِكْ أسىً وتَجَلَّـدِ |
كَـأنَّ حُـدُوجَ المَالِكِيَّةِ غُـدْوَةً |
خَلاَيَا سَفِيْنٍ بِالنَّوَاصِـفِ مِنْ دَدِ |
عَدَوْلِيَّةٌ أَوْ مِنْ سَفِيْنِ ابْنَ يَامِـنٍ |
يَجُوْرُ بِهَا المَلاَّحُ طَوْراً ويَهْتَـدِي |
يَشُـقُّ حَبَابَ المَاءِ حَيْزُومُهَا بِهَـا |
كَمَـا قَسَمَ التُّرْبَ المُفَايِلَ بِاليَـدِ |
وفِي الحَيِّ أَحْوَى يَنْفُضُ المَرْدَ شَادِنٌ |
مُظَـاهِرُ سِمْطَيْ لُؤْلُؤٍ وزَبَرْجَـدِ |
خَـذُولٌ تُرَاعِـي رَبْرَباً بِخَمِيْلَـةٍ |
تَنَـاوَلُ أطْرَافَ البَرِيْرِ وتَرْتَـدِي |
وتَبْسِـمُ عَنْ أَلْمَى كَأَنَّ مُنَـوَّراً |
تَخَلَّلَ حُرَّ الرَّمْلِ دِعْصٍ لَهُ نَـدِ |
سَقَتْـهُ إيَاةُ الشَّمْـسِ إلاّ لِثَاتِـهِ |
أُسِـفَّ وَلَمْ تَكْدِمْ عَلَيْهِ بِإثْمِـدِ |
ووَجْهٍ كَأَنَّ الشَّمْسَ ألْقتْ رِدَاءهَا |
عَلَيْـهِ نَقِيِّ اللَّـوْنِ لَمْ يَتَخَـدَّدِ |
وإِنِّي لأُمْضِي الهَمَّ عِنْدَ احْتِضَارِهِ |
بِعَوْجَاءَ مِرْقَالٍ تَلُوحُ وتَغْتَـدِي |
أَمُـوْنٍ كَأَلْوَاحِ الإِرَانِ نَصَأْتُهَـا |
عَلَى لاحِبٍ كَأَنَّهُ ظَهْرُ بُرْجُـدِ |
جُـمَالِيَّةٍ وَجْنَاءَ تَرْدَى كَأَنَّهَـا |
سَفَنَّجَـةٌ تَبْـرِي لأزْعَرَ أرْبَـدِ |
تُبَارِي عِتَاقاً نَاجِيَاتٍ وأَتْبَعَـتْ |
وظِيْفـاً وظِيْفاً فَوْقَ مَوْرٍ مُعْبَّـدِ |
تَرَبَّعْتِ القُفَّيْنِ فِي الشَّوْلِ تَرْتَعِي |
حَدَائِـقَ مَوْلِىَّ الأَسِـرَّةِ أَغْيَـدِ |
تَرِيْعُ إِلَى صَوْتِ المُهِيْبِ وتَتَّقِـي |
بِذِي خُصَلٍ رَوْعَاتِ أَكْلَف مُلْبِدِ |
كَـأَنَّ جَنَاحَيْ مَضْرَحِيٍّ تَكَنَّفَـا |
حِفَافَيْهِ شُكَّا فِي العَسِيْبِ بِمِسْـرَدِ |
فَطَوْراً بِهِ خَلْفَ الزَّمِيْلِ وَتَـارَةً |
عَلَى حَشَفٍ كَالشَّنِّ ذَاوٍ مُجَدَّدِ |
لَهَا فِخْذانِ أُكْمِلَ النَّحْضُ فِيْهِمَا |
كَأَنَّهُمَـا بَابَا مُنِيْـفٍ مُمَـرَّدِ |
وطَـيٍّ مَحَالٍ كَالحَنِيِّ خُلُوفُـهُ |
وأَجـْرِنَةٌ لُـزَّتْ بِرَأيٍ مُنَضَّـدِ |
كَأَنَّ كِنَـاسَيْ ضَالَةٍ يَكْنِفَانِهَـا |
وأَطْرَ قِسِيٍّ تَحْتَ صَلْبٍ مُؤَيَّـدِ |
لَهَـا مِرْفَقَـانِ أَفْتَلانِ كَأَنَّمَـا |
تَمُـرُّ بِسَلْمَـي دَالِجٍ مُتَشَـدِّدِ |
كَقَنْطَـرةِ الرُّوْمِـيِّ أَقْسَمَ رَبُّهَـا |
لَتُكْتَنِفَـنْ حَتَى تُشَـادَ بِقَرْمَـدِ |
صُهَابِيَّـةُ العُثْنُونِ مُوْجَدَةُ القَـرَا |
بَعِيْـدةُ وَخْدِ الرِّجْلِ مَوَّارَةُ اليَـدِ |
أُمِرَّتْ يَدَاهَا فَتْلَ شَزْرٍ وأُجْنِحَـتْ |
لَهَـا عَضُدَاهَا فِي سَقِيْفٍ مُسَنَّـدِ |
جَنـوحٌ دِفَاقٌ عَنْدَلٌ ثُمَّ أُفْرِعَـتْ |
لَهَـا كَتِفَاهَا فِي مُعَالىً مُصَعَّـدِ |
كَأَنَّ عُـلُوبَ النِّسْعِ فِي دَأَبَاتِهَـا |
مَوَارِدُ مِن خَلْقَاءَ فِي ظَهْرِ قَـرْدَدِ |
تَـلاقَى وأَحْيَـاناً تَبِيْنُ كَأَنَّهَـا |
بَنَـائِقُ غُـرٍّ فِي قَمِيْصٍ مُقَـدَّدِ |
وأَتْلَـعُ نَهَّـاضٌ إِذَا صَعَّدَتْ بِـهِ |
كَسُكَّـانِ بُوصِيٍّ بِدَجْلَةَ مُصْعِـدِ |
وجُمْجُمَـةٌ مِثْلُ العَـلاةِ كَأَنَّمَـا |
وَعَى المُلْتَقَى مِنْهَا إِلَى حَرْفِ مِبْرَدِ |
وَخَدٌّ كَقِرْطَاسِ الشَّآمِي ومِشْفَـرٌ |
كَسِبْـتِ اليَمَانِي قَدُّهُ لَمْ يُجَـرَّدِ |
وعَيْنَـانِ كَالمَاوِيَّتَيْـنِ اسْتَكَنَّتَـا |
بِكَهْفَيْ حِجَاجَيْ صَخْرَةٍ قَلْتِ مَوْرِدِ |
طَحُـورَانِ عُوَّارَ القَذَى فَتَرَاهُمَـا |
كَمَكْحُـولَتَيْ مَذْعُورَةٍ أُمِّ فَرْقَـدِ |
وصَادِقَتَا سَمْعِ التَّوَجُّسِ للسُّـرَى |
لِهَجْـسٍ خَفيٍّ أَوْ لِصوْتٍ مُنَـدَّدِ |
مُؤَلَّلَتَـانِ تَعْرِفُ العِتْـقَ فِيْهِمَـا |
كَسَامِعَتَـي شَـاةٍ بِحَوْمَلَ مُفْـرَدِ |
وأَرْوَعُ نَبَّـاضٌ أَحَـذُّ مُلَمْلَــمٌ |
كَمِرْدَاةِ صَخْرٍ فِي صَفِيْحٍ مُصَمَّـدِ |
وأَعْلَمُ مَخْرُوتٌ مِنَ الأَنْفِ مَـارِنٌ |
عَتِيْـقٌ مَتَى تَرْجُمْ بِهِ الأَرْضَ تَـزْدَدِ |
وَإِنْ شِئْتُ لَمْ تُرْقِلْ وَإِنْ شِئْتُ أَرْقَلَتْ |
مَخَـافَةَ مَلْـوِيٍّ مِنَ القَدِّ مُحْصَـدِ |
وَإِنْ شِئْتُ سَامَى وَاسِطَ الكَوْرِ رَأْسُهَا |
وَعَامَـتْ بِضَبْعَيْهَا نَجَاءَ الخَفَيْـدَدِ |
عَلَى مِثْلِهَا أَمْضِي إِذَا قَالَ صَاحِبِـي |
ألاَ لَيْتَنِـي أَفْـدِيْكَ مِنْهَا وأَفْتَـدِي |
وجَاشَتْ إِلَيْهِ النَّفْسُ خَوْفاً وَخَالَـهُ |
مُصَاباً وَلَوْ أمْسَى عَلَى غَيْرِ مَرْصَـدِ |
إِذَا القَوْمُ قَالُوا مَنْ فَتَىً خِلْتُ أنَّنِـي |
عُنِيْـتُ فَلَمْ أَكْسَـلْ وَلَمْ أَتَبَلَّـدِ |
أَحَـلْتُ عَلَيْهَا بِالقَطِيْعِ فَأَجْذَمَـتْ |
وَقَـدْ خَبَّ آلُ الأمْعَـزِ المُتَوَقِّــدِ |
فَذَالَـتْ كَمَا ذَالَتْ ولِيْدَةُ مَجْلِـسٍ |
تُـرِي رَبَّهَا أَذْيَالَ سَـحْلٍ مُمَـدَّدِ |
فَإن تَبغِنـي فِي حَلْقَةِ القَوْمِ تَلْقِنِـي |
وَإِنْ تَلْتَمِسْنِـي فِي الحَوَانِيْتِ تَصْطَدِ |
وَإِنْ يَلْتَـقِ الحَيُّ الجَمِيْـعُ تُلاَقِنِـي |
إِلَى ذِرْوَةِ البَيْتِ الشَّرِيْفِ المُصَمَّـدِ |
نَـدَامَايَ بِيْضٌ كَالنُّجُـومِ وَقَيْنَـةٌ |
تَرُوحُ عَلَينَـا بَيْـنَ بُرْدٍ وَمُجْسَـدِ |